مذبح السلطة ......... مها الدوري
مذبح السلطة ......... مها الدوري
بسمه تعالى :
ماذا يحدث لبلدي عندما يحكمه من لم يراع فيه أرضاً ولا شعباً .. ما الذي يحدث لوطني عندما تأسره مافيات النفط وسراق قوت الشعب وتجار السلاح .. عندما تستورد الأطنان من الأغذية الفاسدة التي لا تصلح حتى للإستهلاك الحيواني فضلاً عن البشري .. ما الذي يحدث أين ضاعت دماء الشهداء .. وبأي جدار أرتطمت صرخات الامهات وفي أي ضجيج ضاعت أنات الايتام .. في سوق النخاسة باعونا وباعوك يا عراق وبأبخس الاثمان بل أحياناً بلا ثمن وبلا ذنب وبلا رحمة تزهق الارواح وتحرق الاشلاء لمجرد إن فلاناً يجب أن يبقى أو أن فلاناً يجب أن يرحل فيبقى كرسي السلطة لعنة اللعنات .. ويبقى أبناء وطني يدفعون التضحيات .. حتى لم يعاملونا كأضاحي تنحر في السنة مرة فأصبح العيد في كل أيام الاسبوع وتنحر رقاب شعبي في أيام داميات مرة تلو مرة وتقدم أجسادنا قرابين على مذبح السلطة .. ويشرب من دماءنا من شرب لأنه نذر في يوم أن يشرب من دماءنا ليحمد آلهته التي يعبد بعد أن ترك عبادة الله لأن عبادة الله لا توصله الى حياة القياصرة والاباطرة أما آلهته فتقبل القسمة على كل الارقام وتقبل أن يحيط نفسه بكل الملذات وكل شىء في شريعتها حلال الإ الرحمة الإ العدل الإ الأخلاق فهي حرام حرام حرام .. وربما لسان حاله يقول إذا سألوني لماذا تشرب الدماء أقول إنها شحة مياه .. ولماذا تأكل لحم أخيك أقول إنها المجاعة إنها الغابة والبقاء للأقوى .. فألى متى يا شعبي تقبل أن تذبح .. أن تسلخ وأنت تقول ما أرحم الحاكم ذبحني واراحني من حياة بلا ماء ولا كهرباء بدل أن تقول لماذا لم يوفر لي الماء والكهرباء .. إلى متى تقبل أن تستورد وبملياراتك طعام فاسد بدل أن يدخل جوف الايتام والارامل والبائسين واليائسين ليذهب الى المزابل .. وأنت تقول الحمد لله لم يعطوا هذا الطعام للحيوانات فما أرحم الحاكم فهو يستحق جائزة للرفق بالحيوان .. تتناثر أموالك يا شعبي .. وتتطاير ملياراتك تحت أقدام الراقصات وتتعالى أصوات الطبول لترقص رقصة الموت في مهرجان ( قبلي ) لقبيلة في مجاهل التأريخ ومجاهل الغابات من فصيلة آكلي لحوم البشر .. ربما أكون قد ظلمت هؤلاء فهؤلاء لا يعرفون الله سبحانه وتعالى ولا يعرفون محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) هؤلاء لم يكونوا يعرفون الإمام علي ( عليه السلام ) ولم يسمعوا عن عدله عن ورعه عن تقواه .. عن حمايته ونزاهته في حفظ أموال عباد الله .. هؤلاء لا يعرفون الحسين ( عليه السلام ) الذي تمزق جسده على أرض كربلاء لتحيا الأمة .. داسته الخيول ليرتفع شأن الأمة .. ضحى بكل شىء .. كل شىء .. في سبيل الدين والعقيدة .. سبيت النساء والاطفال في مسيرة بربرية .. كل هذا ليأمر بالمعروف وينهى عن المنكر .. فأين المعروف الذي أمر به الحاكم واين منكر نهى عنه عندما إشتبكت اصوات المفخخات والعبوات مع اصوات الدفوف والطبول والغناء .. وسقطت وتطايرت الأجساد البرئية على خشبة مسرح كبير هي أرض وطني وفي الجانب الآخر من المسرح تتراقص الغانيات ويجلس الشامتون بشعبي .. المستكبرون في الأرض المتكبرون على مأساة شعب ووطن .. وربما سيقول من يقول نهنئك يا شعب العراق بهذا الأنجاز التأريخي الكبير .. نهنىء الارامل والايتام .. ولترقد بسلام أرواح الشهداء لقد ثارنا لدمائهم وسيكتب التأريخ والوطنية والجغرافية وسيسجل هذا الأنجاز الذي ستتناقله الأجيال كيف رقصت الراقصة وغنت على حدائق أرض الوطن .. ولن يثنينا أعداء العراق من البعثية الذين يحاولون تشويه إنجازات الحاكم وعندئذ همس شخص في أذن القائل ( اسكت يمعود لا تشهرنه إشجاب البعثية بالنص تره الكاعدين ثلاث أرباعهم بعثية ) وتستمر التهاني ويستمر تعداد الأنجازات بينما في الجانب الآخر تنقل التوابيت الى المقابر وتنصب المآتم لتلقي العزاء .. يقف القائل ليقول (ماكو فرق بين تلك الأنجازات وهذه الجنازات بس تقديم وتأخير الحروف بس نفس الحروف بعد شنو المشكلة جوزو شوية من نظرية الموآمرة ) .. إلى متى السكوت والجاهلية تعود .
أيتها النفس أجملي جزعاً ... إن الذي تحذرين قد وقعا
قال تعالى " قال يا قوم لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة لولا تستغفرون الله لعلكم ترحمون "
مها الدوري