في الوقت القاتل - 3 / العراقية مها / بقلم مشتاق طالب
زوايـــــا
الارشيف
ابحث في كتابات
في الوقت القاتل - 3 / العراقيـة مهـــا
كتابات - مشتاق طالب عيسى
عراقية ، بدت دون بقية الأوصاف التي يمكن أن تطلق على امرأة من عصر الإحتلال ، عراقية دون أن يراود المرضى شك في جنسيتها وماهيتها ومن يمولها ، فولاؤها المطلق كان للعراق ،"عميلة" لشعب مظلوم ينوء تحت وطأة الاستعمار البغيض ، وسراق الأموال والتاريخ ، وباعة الوطن ....
سيحفظ التاريخ ذلك الوجه المشرق ، وستميزه أجيالنا القادمة جيلاً بعد جيل ، سيشرق رغم أنف الضاحكون تحت قبة البرلمان وخارجها ، ترى على ماذا كانوا يضحكون ؟؟؟
هل لأن قضية مثل بيع الوطن برمته أصبحت مثاراً للسخرية في زمن "الشفافية" و"الشفافين" ، أو لأن تمرير اتفاقية الذل والعار بات أمراً مسلماً لن تفلح محاولات (مها) وأصحابها من تغيير مسار التاريخ الذي يصنعه المنتصرون دائماً ويتجرع مرارته المهزومون دوماً !
الحق أقول ، أن من رأى الشهيدة الحية مها الدوري وهي تصول وتجول في البرلمان وخارجه تتملكها غضبة الأسد العراقي الجريح وهي ترشد القوم النائمين الى أن ذلك المرفوع على السنان ليس إلا ......رأس الوطن !!!!
الحق أقول ، من أحس أن ميّز مها كشيعية أو سنية أو كردية فليرمني بحجر ....
بلى ، كانت عراقية ومؤمنة بدينها وعراقيتها حد أن تمتشق لسانها في وجه أساطيل أمريكا وعملائها في العراق وخارجه !
في الزمن الذي المتبقي لإقرار اتفاقية الذل والهوان ، أكتشف من له عقل أن كل ما تفوه به البعض من العربان حول خضوع العراقيين للاحتلال وتسهيلهم مهامه في السيطرة على الوطن العربي الكبيييييييييييييييييييير وشعارات الاسلام والعروبة وغيرها، كان مجرد "سياسة" طائفية لا أكثر ولا أقل ، ليس لأنهم قد بلعوا ألسنتهم في هذا الوقت الحرج ، وليس لأنهم مسومين بذات الذل والعار منذ زمن ليس بقريب ، وإنما لأنهم لا يعدون كونهم من صغار موظفي الخارجية الامريكية مهما اختلفت القابهم من اصحاب السيادة والسمو وأصحاب الجلالة ...
فقد باركوا ويباركون تلك الاتفاقية سرا وعلانية ....
الملفت في هذا السياق ما تكون لدى الشارع من قناعة في أن المرجعيات العليا لا يمكن ان تتدخل في التفاصيل –ربما لأن الشيطان يكمن في التفاصيل – وأني استغرب كيف يصح أن يرد السائل الى رأي السائل نفسه ؟؟
فعندما يقدم استفتاء في مسألة مهمة وحساسة مثل الاتفاقية مع امريكا فإن السائل يريد جواباً شافياً يقطع نزاع القوم ،لا أن يقال له أن ذلك من اختصاص السياسيين بشرط مراعاة مصالح الشعب العراقي !!!!!
فلو أن السياسيين حسموها وفضلوا مصالح الشعب على كراسيهم ومرتباتهم لما احتجنا الى رأي المرجعية اصلا ، اليس كذلك ؟؟؟
فما بالهم يردون السائل الى التفكير ملياً في قضية البيضة والدجاجة ؟؟
ولإن بات من شبه المسلمات أن العملاء وأصحاب المصالح سيوقعون ، فإن مثل تلك الاتفاقية لن تلزم عدم المؤمنين بها بالانصياع اليها والرضوخ لها ، وهذا ما عبر عنه السيد مقتدى الصدر في بيانه الأخير .
ولكن يكفيك فخراً يا مها أنك حافزت على ماء وجوهنا في زمن بات التفكير في مصلحة الوطن أما جريمة تستحق تفعيل قانون الإرهاب ، وإما مثارا لضحك المسوخ من أعضاء البرلمان ...
وكوني على حذر يا سيدتي ، فكما قال البعض قديماً من ان لله جنود من عسل ، فلربما يكون هناك جنوداً من "مفخخات" و"كواتم للصوت" ، كوني على حذر ليس خوفاً على حياتك كشخص ، ولكن لأن في حياتك حياة لوطن يصر على الحياة في حين يتناقل العملاء جملة واحدة وإن تعددت معانيها ، أن الوطن بات ميتاً .