المستعمرون يكرهون الاسلام و شعائره ويحاولون تقليلها الى أقل مقدار
الاستعمار والمستعمرين يكرهون الاسلام ويكرهون القيام بشعائره ويحاولون تقليلها الى أقل مقدار
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله وحبيبه وصفيه سيدنا ونبينا ومولانا أبي القاسم محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وعلى آله الطيبين الطاهرين .
السلام عليك ياسيدي ويامولاي يا أبا عبد الله وعلى الارواح التي حلت بفنائك وأناخت برحلك عليك مني سلام الله أبدا ما بقيت وبقي الليل والنهار . السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين .
قال الشيخ عباس القمي ( قدس ) في مفاتيح الجنان " إعلم أن فضل زيارة الحسين ( عليه السلام ) مما لايبلغه البيان وفي روايات كثيرة إنها تعدل الحج والعمرة والجهاد بل هي أفضل بدرجات وتورث المغفرة وتخفيف الحساب وأرتفاع الدرجات وإجابة الدعوات وتورث طول العمر والحفظ في النفس والمال وزيادة الرزق وقضاء الحوائج ورفع الهموم والكربات وإن ترك زيارة الحسين ( عليه السلام ) بدون عذر يوجب نقصا في الدين وهو ترك حق عظيم من حقوق النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) " والاحاديث في فضل زيارة الامام الحسين ( عليه السلام ) وثوابها عند الله عزوجل لا تحصى . ومن هنا فهناك عدة امور وددت ان اطرحها :
الامرالاول : إذا كان هذا الثواب لمجرد الزيارة حتى بالسهولة واليسر خاصة مع تقدم وتطور وسائل النقل للزائرين من أنحاء العالم فكيف ستكون الزيارة عظيمة وثوابها عظيم مع وجود المصاعب في السير والعناء في قضاء الايام والليالي خارج الوطن أو خارج البيت في سبيل زيارته ( عليه السلام ) وكذلك التضحية والتحدي لقوى الارهاب والاستعمار والنواصب في السير دون أن تثني الزائر تهديدات قوى الشر وهنا هل هذا العمل أي الزيارة مشيا على الاقدام هي حكر للرجال حصرا دون النساء ومن يحق له أن يمنع المرأة هذا الثواب والاجر بل و التضحية في سبيل أحياء قضية الامام الحسين ( عليه السلام ) بل هي التضحية في سبيل الاسلام قال الرسول الاكرم محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ( حسين مني وأنا من حسين ) فمن يحاول تحريم مسير النساء وزيارة النساء سيرا الى الامام الحسين ( عليه السلام ) في الاربعين فهو يساعد وحسب حدود فهمي في إلقاء شبهة قد تكون حجة لأهل الباطل في الغرب ومن يردد كلامهم وشبهاتهم في بلادنا الاسلامية على أن الاسلام ينظر نظرة دونيه للمرأة وأن الاسلام دين الرجال وإنه لا يعتبر المرأة إنسانا كاملا ولم يضع لها حقوقا كما يجب للإنسان ويقولون إن الاسلام منح الرجل إمتيازا وتفضيلا ويعتبرها أساسا ومصدرا لكل خطيئة وهذا ما دحضه القرأن وحارب الافكار والنظريات التي كانت ضد المرأة ووضع القرأن والاسلام للمرأة حقوقا ومكانة ما لاتوجد في أي ديانة أخرى .
قال تعالى " يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل ... " فيساوي في الخطاب والمنزلة بين المرأة والرجل وهذا ما دلل عليه القرأن في كافة خطاباته للمرأة والرجل في كافة المواضيع وقد برأ القرأن المرأة مما كان ينسب لها من كونها عنصر الخطيئة .. يقول برتراند رسل ( في جميع الاديان نوع من التشاؤم وسوء الظن تجاه العلاقة الجنسية ما عدا الاسلام إنه قد وضع لهذه العلاقة ضوابط وحدودا لصالح المجتمع ) ، ثم إن الامام الحسين ( عليه السلام ) عندما أخذ معه في القافلة أهل بيته إنما أراد أن تؤدي النساء الرسالة العظيمة التي تنتظرهم وأن تؤدي المرأة دورها التأريخي في الاسلام من خلال سيدة الإنسانية السيدة زينب ( عليها السلام ) إبنة سيدة نساء العالمين بضعة النبي الاكرم محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) التي ضربت مثلا للمرأة في أدارة شؤون بيتها وتربية أطفالها ورعاية زوجها وهي نفسها فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) صاحبة العلم والارادة العظيمة صاحبة البلاغة والخطابة السيدة الجليلة المهابة وهذه أبنتها التي جاهدت ونعم الجهاد في إكمال مسيرة الثورة الحسينية وحفظ الثورة بقلب شجاع ورباطة جأش (( ولو لا موقف زينب ( عليها السلام ) وكلامها وإعلامها وخطاباتها لأنطمست ثورة الحسين ( عليه السلام ) وأندرجت في النسيان وكأنها لم تكن كما يقول السيد الشهيد محمد الصدر ( قدس سره ) . )) هذا هو دور المرأة بالشكل الذي يريده الاسلام يريد لها الشخصية والارادة الصلبة في الدفاع عن الحق وأهله وفي ذات الوقت الحفاظ على الحياء والعفة والعفاف والطهارة في حفاظها على حجابها والالتزام بالاحكام الشرعية ومسؤوليتها في أدارة البيت لا يمنعها أن تقوم بدورها في المجتمع وهذا ما أراده الامام الحسين ( عليه السلام ) فتأريخ كربلاء المقدسة تأريخ صنعه الرجال وصنعته النساء ولو كان هناك حرمة في خروج النساء كان الامام الحسين ( عليه السلام ) أولى بمنع النساء من السير معه وهو يعلم ( عليه السلام ) حجم المعاناة والآلام والمصاعب العظيمة التي ستتعرض لها النساء بعد إستشهاده ( عليه السلام ) ومن معه من الرجال ولكنه أخذهم معه وإن قيل إن الامام الحسين ( عليه السلام ) قد جاء بالنساء بناء على وصية أو حكمة في فضح أعداءه ووحشيتهم في تعاملهم مع النساء من آل البيت النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ومن معهن من النساء وإن النساء عندما سارت من كربلاء الى الكوفة والى الشام لم يكن يملكن الخيار لأنهن سبايا في اسر بني أمية ... ولكن عند عودة آل البيت من الشام الى المدينة المنورة قالت السبايا (( بحق الإ ما مررتم بنا على مصرع الحسين حتى نودع أعزاءنا وأحباءنا ) وفي روايات إن الامام زين العابدين ( عليه السلام ) طلب أن يعرج على كربلاء ليجدد عهدا بقبر الحسين ( عليه السلام ) فأختار الوفد الحسيني غير مجبر أن يذهب الى كربلاء وكان الامام زين العابدين ( عليه السلام ) في حالة مرض شديد وعلى الرغم من ذلك أخذ معه النساء السبايا الى كربلاء على الرغم إنهم كانوا في أرض أعدائهم وبيد أعدائهم معتقلين وكانوا يريدون الوصول الى المدينة موطنهم باسرع وقت ليكونوا في مامن من هؤلاء الوحوش والذئاب البشرية على الرغم من ذلك كله أختارت القافلة الحسينية الذهاب الى كربلاء وكان الإمام السجاد ( عليه السلام ) معهم ولو كان هناك ما يمنع النساء من الذهاب وقطع كل تلك المسافات مع رجال لا يتورعون عن أي منكر وهم من أقدم على قتل الإمام الحسين ( عليه السلام ) ورفع راسه على الرمح والسير به ايام وليالي ويسبي بنات الرسالة بهذا الشكل البربري لمنعها الإمام السجاد ( عليه السلام ) ولكن القافلة الحسينية أبت ومع كل المخاطر الإ أن تزور قبر سيد شباب أهل الجنة الإمام أبي عبد الله الحسين ( عليه السلام ) وعندما وصلت القافلة الى قبر الإمام الحسين ( عليه السلام ) كان أول من أقام مجلس عزاء للحسين ( عليه السلام ) هي السيدة زينب ( عليها السلام ) وهي تقول (( بأبي المهموم حتى قضى بأبي العطشان حتى مضى ... الى آخر قولها ... ) ) ولكنها في الوقت نفسه لم تغفل عن واجباتها في رعاية الإمام السجاد ( عليه السلام ) ورعاية القافلة الحسينية وكيف لا وهي سيدة الإنسانية .
إن ثورة الإمام الحسين ( عليه السلام ) كانت تجسيدا عمليا للاسلام وأعطت الأمثولة للدين الحنيف ومن دروسها وعبرها كيف يكون دور المرأة في كربلاء التي وقفت بكل الشجاعة والصبر على المحن وهل هناك محن أكثر من تلك التي جرت على الامام الحسين ( عليه السلام ) واهل بيته في واقعة الطف فلا يوم كيومك يا أبا عبد الله .. ومن هنا المرأة في طريقها ومسيرها الى كربلاء ستقف بكل الفخر أمام تلك السيدة العظيمة التي حفظت ثورة الامام الحسين ( عليه السلام ) وحفظت دينها وكرامتها وحجابها وعفافها وفي تلك الماساة لم تنس صلاة الليل فضلا عن الفرائض وهنا تشعر المرأة بأن ما تلاقيه من تعب وجهد في المسير الى كربلاء لا شىء أمام ما قدمته السيدة زينب ( عليها السلام ) من مثل عظيم لكل نساء العالم ليس فقط لنا من تضحيات وصبر وثبات أمام جرائم واساليب الطغاة وكنت أنا شخصيا عندما أسير الى إمامي وسيدي الإمام الحسين ( عليه السلام ) أقول في نفسي كيف كان حالك سيدتي وأنت تسيرين وامامك الرؤوس أنى أدرت وجهك الكريم وما حالك وقد أضعفك الحزن والجوع والعطش وكيف أحتملت ثقل المأساة وثقل مسؤولية رعاية القافلة وكيف وكيف .. يا سيدة الإنسانية ونحن ننعم بالماء البارد والطعام والرعاية طوال الطريق وخدام الحسين ( عليه السلام ) يخدموننا بلا ملل ولا كلل.. أما أنت سيدتي فدتك روحي ألهب قلبك وأحشائك العطش وكنت الأقوى عزيمة والأكثر صبرا فقلت سيدتي ( هون ما نزل بي إنه بعين الله ) وقلت يا حبيبتي وسيدتي ( ربنا تقبل منا هذا القربان ) .
الامر الثاني : إن السير الى الإمام الحسين ( عليه السلام ) فيه حفظ لشعائر الدين والمذهب وما يحصل في الطريق هو ذكر الإمام الحسين ( عليه السلام ) والاستماع للمواعظ والمجالس وإجتماع المؤمنين وغفران الذنوب والتأسي بمصائب أهل البيت ( عليهم السلام ) والشعور ولو بجزء حتى لو واحد بالمليون أو بالمليار من معاناتهم في سبيل حفظ الدين والمذهب والدفاع عن الاسلام وفضح أعداء الدين ولقد سمعنا مالزيارة الإمام الحسين ( عليه السلام ) من فضل هذا في حال الزيارة بسهولة فكيف ستكون عظيمة مع وجود المصاعب والمشقة في الوصول الى كربلاء وإذا كانت شاقة ومجهدة بالنسبة للرجل فهي أكثر مشقة وأكثر جهدا بالنسبة للمرأة وهنا ستكون تضحيتها أكبر وعناءها أكثر والاجر على قدر المشقة فيكون أجرها أكبر والله العالم .
الامر الثالث : إذا كان هناك من يشكل على سير النساء بحصول مفاسد بسبب الاختلاط فهذه القاعدة لا تنطبق فقط على النساء اللواتي يذهبن للزيارة سيرا فالاختلاط موجود حتى في وسائل النقل الاخرى كالسيارات وبالتالي ستكون هذه القاعدة مقدمة لمنع النساء من الذهاب للزيارة شيئا فشيئا وهذا سيقلل السواد في عين أعداء الإمام الحسين ( عليه السلام ) ومنع السير لن يكون حلا ولا درأ للمفاسد بل الدرأ بالتثقيف وبث الوعي والسعي للاصلاح والتأكيد على الالتزام بأحكام الدين الحنيف الذي إستشهد في سبيله الإمام الحسين ( عليه السلام ) والعفة والحجاب والاحكام الشرعية التي حافظت عليها وحفظتها السيدة زينب ( عليها السلام ) في أقسى الظروف والمصاعب .
الامر الرابع : يقول السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر ( قدس سره ) في خطبة حول السير الى زيارة الإمام الحسين ( عليه السلام ) في الجمعة الخامسة والثلاثين الخطبة الاولى ( إننا عهدنا الاستعمار والمستعمرين منذ وجدوا يكرهون الاسلام الحنيف والمذهب الجليل ويكيدون ضده مختلف المكائد والدسائس ويريدون إضعافه بكل وسيلة ويكرهون القيام بشعائره وطقوسه ويحاولون تقليلها الى أقل مقدار ممكن بل إلغائها بالمرة بما في ذلك مواسم الزيارات وإصدار الكتب والنشرات وإلقاء الخطب والصلوات ومن هنا كانت صلاة الجمعة شوكة في أعين المستعمرين عامة وإسرائيل خاصة لما كان ومازال فيها عز المذهب والدين وهداية الناس والتسبب الى هداية الشعب وجمع الكلمة على الحق وكذلك الحال فإن السير الى زيارة الحسين ( عليه السلام ) أيضا شوكة في عين المستعمرين عامة وإسرائيل خاصة ومن الواضح إنه يكون مشمولا لقوله تعالى (( ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا الإ كتب لهم به عمل صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين )) .. ولا أدري كيف يقول من يحرم التطبير إن تلك الشعيرة وقف ورائها ودعمها الاستعمار البريطاني ويخالف بقوله كلام السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر ( قدس سره ) والدليل على إن السير الى كربلاء يغيض الاعداء هو العمليات الارهابية التي قامت بها قوات الاحتلال الامريكي من خلال مرتزقتها في العراق لإرعاب وإرهاب الزائرين ومنعهم عن الذهاب سيرا على الاقدام ومن هنا أنا أسأل هل إن هذه الأعداد المليونية التي تذهب سيرا ومضحية بحياتها ومتحدية الارهاب والنواصب والاحتلال في سبيل قضية الإمام الحسين ( عليه السلام ) فيه ما يدخل السرور على قلب الرسول محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وعلى قلب أهل بيته وفيه نصرة للإمام الحسين ( عليه السلام ) أكيدا نعم .. وبالتالي ففيها ما يغيض العدو ويفقأ عينه ومن يساعد أو يحرم السير فهو يقلل بذلك أعداد الزائرين لأن أعداد النساء في الزيارة يعادل أعداد الرجال السائرين وهذا فيه إعانة للإستعمار على تقليل الشعائر فإنا لله وإنا إليه راجعون .
كما إن السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر ( قدس سره ) وفي الجمعة السادسة الخطبة الاولى أشار( إن المسير الى الحسين سلام الله عليه راجلين طبعا هو في نفسه حسب القاعدة الأصلية في الاسلام أو قل في الدين ، هو إن هذا تعب في سبيل الإمام الحسين ( عليه السلام ) وأحترام للحسين ( عليه السلام ) وإظهار للإخلاص في سبيل الحسين ( عليه السلام ) وليس الحسين فقط وإنما لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لنبي الحسين ولعقيدة الحسين ولهدف الحسين ولرب الحسين ).
بل إن السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر ( قدس سره ) وفي الجمعة الخامسة والثلاثين الخطبة الثانية طالب من الموظفين ( أن يكونوا عونا للناس على طاعاتهم وشعائرهم وأدعيتهم وزياراتهم فإن لم يشاركوهم فلا أقل أن لايحصل منهم منع وإزعاج وليس مقتضى حسن الظن بالموظفين وتوقع التوبة والتدين منهم أن يسلكوا ضد هذا المسلك فيفكروا بالمنع والحيلولة دون بعض شعائر الله سبحانه التي هي من تقوى القلوب ) . وقد ذكر السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر ( قدس سره ) كلمة الناس في كلامه عن السائرين وكلمة الناس تضم الرجال والنساء والإ لكان قال الرجال وحدد السائرين بالرجال فقط ولكن كلمة الناس هي شاملة للنساء والرجال معا وهذا ما صرحت به الكثير من الآيات القرأنية عندما يتم مخاطبة الناس معناه الرجال والنساء أي كلا الجنسين وليست مقيدة بجنس محدد .
الامر الخامس : قد يقول قائل إن السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر ( قدس سره ) قد نهى عن الاختلاط بين الجنسين في الزيارات فأقول أن السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر ( قدس سره ) في الجمعة السادسة الخطبة الاولى وبعد أن تحدث ( قدس سره ) عن المسير الى مرقد الامام الحسين ( عليه السلام ) وإنه يمثل تعب وأحترام وإظهار للإخلاص في سبيل الحسين ( عليه السلام ) تحدث بعدها عن الاختلاط والازدحام بين الجنسين في المراقد المقدسة وفي المساجد المقدسة وقال إن هذا لا يراد منكم ولم يقل إن المسير الى الحسين ( عليه السلام ) لا يراد من النساء .. وأنا كنت دائما عندما أذهب سيرا الى الامام الحسين ( عليه السلام ) أو حتى في أي زيارة للأئمة المعصومين ( عليهم السلام ) إذا وصلت الى منطقة قرب الضريح المقدس أو حتى المنقطة المحيطة بالضريح المقدس فعندما أجد إن هذه المنطقة بدأ بها الاختلاط بطريقة يكون فيها مزاحمة النساء للرجال وحدوث ملامسة أزور من المكان الذي أنا فيه إلتزاما بكلام السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر ( قدس سره ) .
الامر السادس : إن الفساد إذا وقع لا يكون مترتبا فقط على النساء بل مترتب على الجنسين فإن القرأن الكريم يذكر إن الحرية في عصيان الله ورسوله ممنوعة عن المرأة وممنوعة عن الرجل أيضا فلا يحق لهما العصيان والتمرد على الحق والعدل فذلك ليس في مصلحتهما بكل تأكيد ولا يجوز لأي منهما بكل تأكيد قال تعالى " وماكان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعصي الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا " الاحزاب آية 36 فالرجل والمرأة كما هما متساويان بالمغفرة والرضوان كذلك هما متساويان في تحمل مسؤولية العصيان أي هم سواء في الثواب والعقاب معا قال تعالى " فأستجاب لهم ربهم إني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر وأنثى " آل عمران .
لذلك فدرأ المفاسد لا يكون بتحريم سير النساء بل بالتأكيد على الالتزام بالاحكام والضوابط الشرعية في كل أماكن الاختلاط قال تعالى " قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن " سورة النور ... فالله سبحانه أوجب غض البصر على الجنسين ولو كان مطلق الاختلاط محرم لما طلب سبحانه غض البصر من الجنسين .
الامر السابع : من سارع الى تحريم سير النساء لوجود مفاسد حسب قول البعض هل سيسارعون الى تحريم خروج النساء الى الانتخابات لما فيه من إختلاط بالرجال أم أنهم أول ما يستهدفون يستهدفون شعائر الإمام الحسين ( عليه السلام ) ويحرمون سير النساء الى الامام الحسين ( عليه السلام ) .
الامر الثامن : إن القول بتحريم سير النساء الى الامام الحسين ( عليه السلام ) بدعوى وجود مفاسد فهذا معناه إن القائل بذلك قد بنى تحريمه على أساس سوء الظن بزوار أبي عبد الله الحسين ( عليه السلام ) من النساء والرجال معا وحاشاهم وحاشاهم وحاشاهم .
الامر التاسع : إن المسير الى الامام الحسين ( عليه السلام ) ممكن أن يعطي أمثولة عن تكامل المسلمين فهو مجتمع لأنه يضم الملايين من الزوار يمكنهم أن يعطوا صورة مشرفة ومشرقة عن الاسلام بتكاملهم نساء ورجال وحرصهم على الالتزام بالاحكام الشرعية والضوابط في التعامل بين الرجال والنساء في المسير وحفظ النساء لحجابهن وما الى ذلك من أحكام متعلقة بالنساء من صلاة وطهارة وغيرها . فالمنع عن المسير سيمنع إظهار هذه الصورة للعالم .
الامر العاشر : ذكر السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر ( قدس سره ) في ما ذكر عن القواعد العامة المتوفرة شرعا بإثبات إستحباب الزيارة سيرا الى الامام الحسين ( عليه السلام ) القاعدة السادسة وهي ( إننا يمكن أن نقيسها على أسلوب الحج ماشيا فإنه مما تسالم جميع المسلمين بجميع مذاهبهم على صحته ورجحانه ومزيد الثواب فيه وما ذلك الإ لأن المشي الى الحج متضمن لا محالة للتواضع والخشوع والخضوع ونيل المصاعب عن تعمد في سبيل الله سبحانه وتعالى فهذه الامور بنفسها موجودة في أي هدف ديني شرعي واهمها زيارة المعصومين عليهم السلام بما فيهم الحسين ( عليه السلام ) هنا أنتهى كلام السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر ( قدس سره ) وهنا فإذا كان الله سبحانه وتعالى لم يحرم النساء من الذهاب الى الحج بل إن مما يقتضيه إحرام المرأة رفع النقاب أو الخمار في حال إحرامها فلو كان هناك ما يمنع المرأة من تأدية شعائر الله لكان الله سبحانه حرم ذلك على المرأة في الحج وجعل لها موسما خاصا للحج وحدها دون الرجال ولكن الله سبحانه فرض حج بيته الحرام على كل مسلم ومسلمة ممن يستطيع الى ذلك سبيلا .
الامر الحادي عشر : أذكر هنا رواية رواها إبن قولويه الكليني والسيد أبن طاووس وغيرهم بأسناد معتبرة عن الثقة الجليل معاوية بن وهب البجلي الكوفي قال : ( دخلت على الصادق ( عليه السلام ) وهو في مصلاه فجلست حتى قضى صلاته فسمعته وهو يناجي ربه ويقول يامن خصنا بالكرامة ووعدنا بالشفاعة وحملنا الرسالة وجعلنا ورثة الانبياء وختم بنا الامم السالفة وخصنا بالوصية وأعطانا علم ما مضى وعلم ما بقى وجعل أفئدة من الناس تهوي إلينا اغفر لي ولأخواني وزوار قبر أبي عبد الله الحسين بن علي ( عليه السلام ) الذين – الزوار – انفقوا اموالهم واشخصوا أبدانهم رغبة في برنا ورجاءا لما عندك في وصلتنا وسرورا ادخلوه على نبيك محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وإجابة منهم لأمرنا وغيض ادخلوه على عدونا أرادوا بذلك رضوانك فكافئهم عنا بالرضوان وكلأهم بالليل والنهار وأخلف على أهاليهم وأولادهم الذين ما أخلفوا بأحسن الخلف واصحبهم واكفهم شر كل جبار عنيد وكل ضعيف من خلقك أو شديد وشر شياطين الانس والجن واعطهم أفضل ما أملوا منك حتى يعودوا الى أوطانهم وما آثرونا على آبائهم وأهاليهم وأقربائهم .. اللهم إن أعدائنا عابوا عليهم خروجهم فلم ينههم ذلك عن النهوض والشخوص إلينا خلافا عليهم فأرحم تلك الوجوه التي غيرتها حرارة الشمس وأرحم تلك الخدود التي تقلبت على قبرأبي عبد الله ( عليه السلام ) وأرحم تلك الأعين التي جرت دموعها رحمة لنا وأرحم تلك القلوب التي جزعت وأحترقت لنا وأرحم تلك الصرخة التي كانت لنا اللهم إني استودعك تلك الأنفس وتلك الأبدان حتى ترويهم من الحوض يوم العطش الأكبر فما زال صلوات الله عليه يدعوا بهذا الدعاء وهو ساجد ودعاء الامام الصادق ( عليه السلام ) يرينا ثواب زيارة الامام الحسين ( عليه السلام ) لزواره من النساء والرجال فالامام ( عليه السلام ) لم يشر في دعاءه الى ما يشير الى إن الزيارة حكرا على الرجال دون النساء أو العكس وكل هذا الثواب العظيم لزيارة قد تكون بسهولة ويسر فكيف سيكون الثواب مع المشي لليالي وأيام مع وجود المصاعب والتحديات فلم يمنع البعض النساء من نيل هذا الثواب العظيم والى أي إستناد أستندوا وبأي دليل أستدلوا .
الامر الثاني عشر : لقد تحدث السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر ( قدس سره )في أكثر من خطبة عن صلاة الجمعة واهميتها وأهمية زيارة الامام الحسين ( عليه السلام ) في نفس الخطبة وكأنما هناك تركيز على أهمية القضيتين بالنسبة للمجتمع المسلم وما ستثمره من نتائج إيجابية تصب في صالح المجتمع الاسلامي لما فيه من ذكر وخشوع وخضوع لله وإجتماع المؤمنين على طاعة الله سبحانه وأداء شعائر الله .ولما لم يكن هناك تحريم على المرأة من حضور صلاة الجمعة فليس هناك تحريم من المسير الى كربلاء المقدسة بالنسبة للمرأة ايضا .
مها الدوري