خاف ما طاح الصنم .... بقلم الدكتورة مها الدوري
خاف ما طاح الصنم
يقول الامام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) إثنان مسؤولان عن الظلم , الظالم والمظلوم فلا يمكن أن يظلم الظالم قدحا أو منضدة بل يظلم إنسان ولا يستطيع أن يظلم الإ برضى المظلوم وذلك بسكوت المظلوم عن ظالمه وخضوعه له أو صناعته للظالم , الآلهة التي تصنع بالسكوت عن الظالم وتعبد بالخضوع له والاستسلام لظلمه والاستكانة لطيغانه لترهيبه مرة وترغيبه أخرى ولسان حال الفراعنة يقول ( اللي مايجي بالعين والاغاتي ... يجي بالتواثي ) يعني هراوات قوات مكافحة الشعب وليس الشغب ولطالما صنعت المجتمعات طغاة وفراعنة فعندما يعتقلون الابرياء يبرر الملأ لهم بأن ذلك من مصلحة الامن الوطني فهم قادة أوفياء .. وعندما يعذب الابرياء في غياهب السجون فذلك يصب في مصلحة الحرب على الارهاب فهم أي الطغاة الحريصون النجباء .. وعندما يقمعون التظاهرات يصفهم الناس بالحرص على مصلحة البلاد والعباد فهم للوطن الامناء .. وعندما يسرقون أموال الشعوب ويرمون بالفتات لهم فهم الكرماء .. وعندما يحرمونهم أبسط حقوقهم يبررون لهم فالوضع الاقتصادي يحتاج الى الحكماء .. أما عندما يقتلونهم بعدم توفير الامن لهم فهذا ليس ذنبهم كيف لا وهم القادة الرحماء .. وعندما يصفونهم بالهمج الرعاع فينبري الملأ ليبرر لهم خانهم التعبير فلا نوآخذهم فهم البلغاء .. فلامن أستياء ولا من حياء .. ولا من موقف يتجلى فيه الإباء .. عبدوا الطاغوت ونسوا قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد .. نسوا الله سبحانه وتهافتوا يصيرون كل شىء بيد الطاغوت والديكتاتور وينسبون له ما هم فيه من السراء والضراء .. فهو من يرزقهم الماء والغذاء .. وهو من ينعم عليهم بالسكن والهواء .. فإذا رحل حياتهم ستكون محض هراء .. وكل الحقائق عن ظلمه وطغيانه محض إفتراء .. ويرددون قل هو القائد الأوحد ..الذي ليس كمثله ولد في هذا البلد .. فغيره لم ولن يولد .. ومن ترك عبادته فسد .. فهو القائد الاوحد الذي ليس مثله أحد .. وبعد كل هذا نسأل من يصنع الطغاة ؟
ويعبد الصنم ... الصنم ؟ ( خاف ما طاح الصنم ... لا ما طاح الصنم ؟!!! )