الخميس, 27 نوفمبر 2008 د.عمر الكبيسي
بسم الله الرحمن الرحيم تحية إكبار ٍوتقدير، كانت وقفتكما بالرفض لإتفاقية الذل والهوان وقفة ً مشرفة ً ورائعة ًجسَّدتما فيه الشموخ والصمود في وقتٍ خارت فيه عقول وعضلات رجال كنَّا نحسبهم في يومٍ من الأيام صدقوا ما عاهدوا الله عليه فاْذا بهم أشباه رجال لم يصدقوا العهد وزيَّفوا الحق وتلبَّسوا بثوب العملاء وأكلوا وشربوا من مال السحت والإرتشاء والإغراء. تناسوا قوله تعالى"إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولا ",إتفاقية حماية سلطةٍ وعمليةٍ سياسية ٍعاثت بالبلاد فساداً وظلماً وتعرض للغازي أجواء البلاد وأرضها ومياهها لكل مَن هبَّ ودب بلا وثائق ولا سمات أو حتى جوازات .إتفاقية تضمن لهم وتمنحهم حقَّ الدفاع عن أنفسهم بكل الوسائل دون أدنى مساءله ولا تقرُّ الإتفاقية بحق شعبنا بالمقاومة ولا بدور هذه المقاومة الوطنية طيلة السنوات الماضية ,اتفاقية بلا مساءلة للغزاة عن الدمار والخراب والقتل والإستباحة الشاملة لشعب آمن ودولة أسقطتها وهي ضمن حدودها الدولية ووجودها الشرعي الدولي. إتفاقية أسموها أمنية ومازالت بلادنا غير آمنة وسيادتنا مهانة وحدودنا سائبة ومنتهكة وجيشنا منحلا ً، مقاتليه بين قتيلٍ وأسير ومهجَّر، وثرواته مسلوبة ومنهوبة، ولا تذكر هذه الإتفاقية كلمةً واحدة ً عن تعويض ٍ أو أعمار .إتفاقية تضع الثقافة والتعليم والزراعة والثروات والإقتصاد رهينة ً لسياسة أميركا وأطماعها.لقد ظلم أشباه الرجال من الذين صوَّتوا والذين سيصَّوتون بنعم لهذه الإتفاقية أنفسهم فعلاً وهم جاهلون!.
بغض النظر عن إنتمائكنَّ السياسي ومشاركتكنَّ في العملية السياسية التي لدينا عليها تحفظ ,تألقتِ يا ( د نوال )منفردة دون غيرك في ما أسموه مجلس وزراء لتقولي بكل إصرار وثبات "لا " للهوان فيما رفع الآخرون أيديهم ب"نعم" للإحتلال.وأنتِ يا( د مهى) لقَّنتِ رئيس المجلس المشهداني ذلك المنافق المتمشدق بالدين واللحية والمسبحة والنسب والمدعي بالمقاومة والسلفيَّة درسا ًبليغا ًورادعاً في ردع الإزدواجية والتسويف واللف والدوران والتلاعب بالألفاظ والمفاهيم والقيَّم .
أنا هنا بصدد تقييم المواقف من الأحداث وليس بصدد تقييم فكر الأحزاب والكتل ، المواقف تصنعها القيادات والشخوص وما صنعت نوال ومهى من مواقف وطنيةٍ يسجَّل لهما تأريخياً في سجل الصامدين والمناهضين بالرغم من إنهما مشاركتان في العملية السياسية التي أرفضها شخصياً كما ترفضها القوى المناهضة , لكن َّ هاتين الناشطتين الإسلاميتين حديثتا العهد بالسياسة استطاعتا أن تسخِرّا موقعهما وتصنعا منه موقفاً يخلدهما تاريخياً فيما وقع من كان يدعي إمتهان السياسة في قعر الهوان.
22تشرين الثاني 2008 |