الى أمرأة أسمها مها العراقية
قد أوغل الأحتلال عملائه في أصقاع البلد الممزق حتى كدنا نفقد الثقة في أن السياسيين لا يعلو لهم صوت فوق صوت الاحتلال ! لكن هذه الفكرة باءت بالفشل الذريع . حيث صدحت حناجر وأعتلت أصوات وأنكشفت وجوه كادحة ومغبرة بتراب البلد المقطع . أصواتٌ معبرة عن ضمير شعبٌ جائع ومريض لكنهُ رغم هذا لم يحتمل قيد العبودية ولا يقبل بأستباحة أرضه المعطاء . ولأنهُ شعب العطاء تنفس الحرية فكان دمهُ ثمناً لها . صوت الشعب صوتٌ لا يمكن وبأي صورة أهماله . وبما أن أثبات الشيئ لا ينفي ما عداه فهذا لا يعني بالضرورة عدم وجود ساسة صرخوا بوجه الأحتلال البغيض أو رفعوا أصوات شعبهم وطالبوا بحقوقه المشروعة والمستباحة كما أُستباح البلد . لكن وهذه هي الحقيقة الناصعة التي لا يمكن أن نجافيها . قد تجسدت واضحاً في شخص العراقية الأصيلة د مها الدوري ليس لأنها أنطلقت من باب أنها مسؤولة فحسب بل وأكاد أجزم قاطعاً أن أنسانيتها طغت على موقعها فسخرت منصبها وأنسانيتها ونفسها لخدمة العراق وشعبه . حملت على عاتقها معارضة الأحتلال وفضح جرائمه وأدعائاته . وكشف أوراق الفساد والفاسدين والعابثين بالعراق ومقدراته . هذا من جانب ومن جانب آخر حملت هموم شعبها المثخن بجراح البعث الكافر والأحتلال البغيض والأرهاب الأعمى وغيره . مما أتاح لها رصيدٌ شعبي مفتوح على مساحة العراق . رصيد من حب الشعب وأحترامهُ لها والدفاع عنها ومسانتدتها . ويا لعمري هذا ما يفتقر أليه سياسيوا العراق قاطبتاً . ولا مغالاة أن قلت أنها تختصر البرلمان كله بشجاعتها ووطنيتها التي شهد بها القاصي والداني . هذا فضلاً عن أنها البرلماني الوحيد الذي يجتمع العراقيون على أخلاصه ونزاهته . ومن الجدير بالذكر أن العلاقة بين المواطن والمسؤول في العراق علاقة يشوبها الحذر ويزداد أتساع الفجوة بينهم يوماً بعد آخر . قلما تجد مواطن يحب مسؤول أو يدافع عنه لكن الأمر يختلف عندما تكون المقارنة بين د. مها الدوري وغيرها من المسؤولين هنا وهذه من المفارقات العجيبة تجد المواطن هومن يدافع عنها ويحبها حباً جماً لا مبرر له سوى أنهُ وجد بها النموذج الفريد من نوعه للمسؤول الذي يجب أن يُقتدى به أو أن يقتدي به المسؤول .
أيتها الأخت والأم والمربية أعلمي أن ثمن دفاعك وسؤالك عن الشعب المضطهد بنار الظالمين ثمنٌ غالي .
وأن ثمن الوقوف بوجه الأحتلال أغلى من الأول لذلك أحذري أيتها الناطقة من سم العقارب مدفوعة الأجر .أعلم أنكِ شجاعة ولا تهابين الموت فكيف أذا كان في طاعة مرضاة ألله . لكن لا نريد ولا سمح الله أن نفقد صوتاً جهوري أو أختاً بزينب الحوراء تقتدي .
أن الشعب المكوي بنار الظلم والظالمين لا يخاف قبضة الأحتلال ولا يخشى كيد الكائدين . فهو المدافع عنك بعد رعاية ألله – جل جلاله –
أستمري بنهجك وسيري بخطك فأن جوع الأيتام ودموع الفقراء وحزن الأمهات الثكالى ووجع الأرامل وفراق المشردين والمأسورين عظيمٌ عند ألله . هؤلاء تُرفع أياديهم المرتعشة وتبتهل الى القهار أن يُسدد خطاك . ويوفقك لأيصال صوتهم المعدوم الى من أبخسهم حقوقهم . فكنتي أنتي الصوت المُعبر عن مظلومية الأغلبية الصامتة . التي لا تقوى على الصراخ فبحقهم أصرخي ولا تتراجعي طرفة عين .
حيدر الزبيدي – أعلامي متجول
|