النائب مها الدوري .. كــما رأيتـــُها ........ بقلم الاعلامية : منى محمد زيارة / بغداد
رغم ان الصيام أنهكها لكنه لم ينل من نور وجهها ، وطيبة قلبهاوتواضعها ، الذي لم ألمسه عند مسؤولين كثر، فالغرور لم يجد طريقاً الى نفسها . امرأة من طراز خاص ،ينادوها بكلمة (حجية) لأنها الكلمة الأقرب الى الله ،فالحجفريضة على كل مسلم ،فهذه الكلمة تريحها وتحسسها برضا الله عنها ، رائعة في كلامهاوحُسن استقبالها ،متواضعة الى أقصى حد يتصوره انسان . عند حضور الأيتام والأراملالى مكتبها في مدينة الصدر المنورة ،تقفز من كرسيها لتنتظرهم عند الباب لتسلم عليهمحتى تــُشعرهم بأنها واحدة منهم ،تحزن لحزنهم وتفرح لفرحهم ،تستقبلهم بفرح وسرور ،مالها ليس لها فلو طرق باب مكتبها فقير او محتاج لاتتوانى ان تـــُخرج ما فيحقيبتها لتسد حاجته ، ولاتنتظر منهم الا الدعاء لها ، فكلمة ( جزاك الله ) أو (أدخلك الله جناته ) عندها أغلى من كنوز الدنيا الزائفة ، رداءها الإسلامي يوحيبالبساطة فهو ليس من (كريستيان ديور ) او (شانتال ) احدى دور الازياء العالمية،متواضعة في كلامها ،فكونها نائبة لايجعها تتكلم بمفردات مضخمة لايفهمها الاالراسخون في العلم ،بل تتكلم معك كأنها احدى اخواتك ،تنتقل كالفراشة من زهرة الىاخرى تستمع الى مشكلة هذا ..وطلب هذا ..وحاجة ذاك ..، لاتتهاون في عملها فهي تعملبحديث رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) ( رحم الله امرئ اذا عمل عملاً أتقنه ) ،فلقائي بها لنصف ساعة جعلني اشعر كأنني اعرفها منذ زمن طويل ، لانتاديك الابكلمةأخي او أختي ، لتبــُعد الرهبة عن نفسك ،حديثها كله يدور حول العراق وأبناءهومعاناتهم والظلم الذي لحق بهم ،تناقش معك العملية السياسية والامنية لأنها تعتبركشريك حقيقي في بناء العراق الجديد ، عندما تجلس معها لاترغب ابداً في الذهاب لانكستحس انك ستترك اختك وتشعر بفراغ كبير لايملأه أي مسؤول اخر . تتمنى ان ينعم شعبهابالرفاهية والأمان والاستقلال ل، ترفض الاحتلال وتحكُـّمه بثروات بلدها لأنهامــُلك للشعب الذي أنهكته الحروب وأصبح مقبرة جماعية كبيرة ،تنتمي لتيار قهر اكبرقوة غاشمة في العالم ،استطاع ان يقول للمحتل أننا نضع أرواحنا على اكفنا فداءاًللعراق ومقدساته ، التيار الصدري الذي يفخر بأنها احدى بناته ، يعــُزُ عليهامايواجهه من حملات لتشويهه أو النيل منه ، لان هذا التيار أصبح يؤرق ليل المحتلبشجاعة ابناءه وبطولاتهم وتضحياتهم التي لاتنتهي ، تيار قدم الكثير لنصرة العراقوإعادة بناءه من جديد ،أبناءه الذين اصبحوا مثلاً يحتذي به كل المسلمين في العالم،لأنهم استطاعوا رغم الحاقدين ان يحافظوا عل دينهم وعلى ما أمرهم به مرشدهم الروحيالسيد الشهيد محمد صادق الصدر (قدست نفسه الزكية ) من السير على نهج ال بيت النبوة ( صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ) وحافظ الابن على ما أوصى به الأب ، فالسيدمقتدى الصدر ( اعزه الله ) كان ولازال الموجه والقائد الذي حباه الله بإرادةلاتنثني وأيمان لاينضب وعزم لايضاهي ، اثبت للعالم اجمع ان نساء التيار لايقـّلنشجاعة عن رجاله ، لذلك دعاهن للترشيح لمجلس النواب في دورته الأولى والثانية ومنهنالنائبة مها الدوري التي بدأت مقالي المتواضع هذا بالحديث عنها ، فلحــُسن الحظالتقيتها مؤخراً بعد أن كنت أحدى الفائزات بجائزة مسابقة أفضل مقال عن الحجاب ،التي أطلقتها ضمن حملتها لمساندة المرأة المسلمة في الغرب . مها الدوري ،تلكالانسانة التي ترتاح لطلتــّها ،وتعــُجب بمواقفها ،يكفي انها أول نائبة أطلقتحملتها لنصرة الاسلام في الغرب ،فهي لاتكتفي بالشجب والاستنكار فقط بل تقول وتفعل،يكفي ان حملة التواقيع التي دعت أليها حول الموضوع الأنف الذكر بلغت المليون بلزادت عليه ويكفينا فخراً انها لاتخاف في الحق لومة لائم فهي تكشف السلبيات وتدعولمعالجتها لا السكوت عليها ،فالسكوت يوّلد المزيد من المعوقات التي تـُرجع العراقالى قرون الجهل والتخلف . ابنة التيار الصدري التي طالتها الأقلام الأجيرة مؤخراً ،تقول انها فرحة جداً بهذا لان هذا يعني ان اقوالي وافعالي مؤثرة ،وهذه حقيقة لانالانسان المؤمن الناجح يتعرض الى الكثير من المؤامرات والحملات المسيئة من أناسحاقدين يخافون من كل وطني شريف لايعرف الخنوع والذلة التي تعودوا هم عليها . ابنةالتيار الصدري التي أبت ان تعيش في المحمية الخضراء ،وأبت ان تنعم بكل الخدماتالمتوفرة هناك ،لانها لاتريد ان تكون بعيدة عن ابناء شعبها ومعاناتهم ،هذه الابنةالبارة لدينها ومذهبها هبــّــت عندما اصدرت بعض الدول الاوربية قوانين لحظر الحجابوالنقاب في مؤسساتها المدنية وأماكنها العامة ، لأنها احســّــت ان هذا خطرٌيــُــحدق بنا كمسلمين وعرب حيث حاولت ومازالت تعمل للفت الانتباه حول خطورة هذاالموضوع الان وفي المستقبل ،فيما لم نلاحظ هذا عند أي مسؤول حكومي اخر ،فالأعمالأغلب يعمل ليحافظ على منصبه وعلى مايتقاضاه ونسوا ان هناك ديناً عليهم حمايته . وبعد كل ماتقدم اعتقد انني لم أوفي د.مها الدوري النائبة عن كتلة الاحرار حقها ،لانماقلته هو شيء بسيط جداً عنها ،ولنا عودة أخرى للحديث عن مواقفها البطوليةالمشــّرفة .
|