أتقدم لكِ سيدتي الأم (أم قصي) بكلمات عتب فتقبلي عتابي.
ـــــــــــــــــــــــ
كنتُ سأحييك، كنتُ سأهنئك، كنتُ سأفتخر بك، كنتُ ستصبحين أشجع امرأة، لا في العراق وحده، بل في العالم بأسره، لو أنك رفضتي، لو أنك شجبتي، لو أنك كشحتي وجهاً عن تلقي جائزة الجلاد المحتل.
آلمني وقوفك تنتظرين وتنظرين إلى جائزة يقذف بها إليك المحتلُ لأرضك.
القاتل لأولادك، الغاصب لحياة شعبك.
أنت أنقذت العشرات من أبناء العراق، في وقفة بطولية قَلَّ مثيلها، كنت ستصبحين المرأة الأسطورة لو قلت كلا لجائزة الذبّاح الامريكي.
أنت أنقذت العشرات من أبناء العراق، ولكنك صافحتي يد من ذَبحَّ العراق بأسره، لم تكوني بحاجةٍ سيدتي إلى من يقول لك أنك أشجع امرأة في العراق، فموقفكِ قد أفصح عن شجاعتك، ولكن وياللأسى والحزن، لقد خدعوك فسلبوك عزَّ الموقف، وشهامة ما قمتي به، فأنت تعلمين أنك ذهبتي ودخلتي إلى بيت من أحتل بيتك.
وأعترف بجرائمه ضد أبنائك فرحان جذلاً، مهووساً، بالقتل والدمار، مفتخراً بكل وقاحة إنه محتلٌ للعراق، وأعترف العالم به محتلاً. وأعترفت الدولة العراقية به محتلاً. فلماذا أرتضيت أيتها الأم أن يُسلبَ منك وسامُ قلدتك إياه شجاعتك ووقفتك، وهل لديك شك أو لدى غيرك إن من أنقذت من أبنائنا من سكاكينهم أعني داعش هم صنيعة من أرسلوا بطلبك ليسلبوك عزك، ووقفتك، لقد أنقذت العشرات من الشباب من أيدي صنيعة المحتل، ولكن وآسفي على إنك لم تنقذي نفسك من المحتل نفسه.
عودي وأسألي نفسك هل كنت محتاجة لمن يقول لك ((عفية))، على موقفك، وأن يكون القائل هو المحتل نفسه.؟
هل سيرتضي أحفادك، هل سيستطيعون أجيالاً بعد أجيال أن يرووا قصة أنقاذك شبابنا ويختموها بتكريم المحتل لك دون أن يطرقوا برؤوسهم خجلاً؟
عذراً سيدتي أم قصي لن أستطيع إلا أن أقول لك إني أُعزيك.
فقد سمحتي لهم بأن يذبحوا موقفك وما كنت تمثليه لنا كعراقيين وكعراقيات.
وعموماً (قَلِّبيِّ) كلماتي في نفسك لعل الفرصة ما تزال سانحة لك سيدتي إن رأيتي فيها نصحاً حقيقياً من أبنةٍ لا تريد لك إلا العز والرفعة فأعلني رفضك وردي إليهم تكريمهم الملطخ بدماء العراق كله وسأكون أنا أول المكرمين لكِ.
ــــــــــــــــــــــــ وخزة:
لا أدري هل أصبح الشيطان الأكبر، المحتل إمريكا وتكريمها فخراً حتى يتبارى البعض ممن يدعون وصلاً بالمقاومة للثناء عليه والاحتفاء به. عجباً عجباً .
ـــــــــــــــــــــــــ
مها الدوري
|